ومثله قول الشيخ عز الدين الموصلي:
وسامري أعار البدر منه سنا ... سموه نجمًا وهذا النجم غرار
تهتز قامته من تحت عمته ... كأنه علم في رأسه نار
ومن تضامين محيي الدين بن قرناص الحموي:
أفديه أغيد زارني تحت الدجى ... وعليه من فرعيه ليل ساجي
والفرق بين الشعر فوق جبينه ... عريان يمشي في الدجى بسراج
وقال أيضًا:
سقى الله روضا قد تبدى لناظري ... به شادن كالغصن يلهو ويمرح
وقد نضحت خداه من ماء ورده ... وكل إناء بالذي فيه ينضح
وقوله في كاحل:
دعوا الشمس من كحل الجفون فكفه ... تسوق إلى الطرف الصحيح الدواهيا١
فكم أذهبت من ناظر بسواده ... وخلت بياضًا خلفها ومآقيا
وقال الشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة:
ومتى امتطيت من الكئوس كيمتها ... أمسيت تمشي في المسرّة راكبًا
ومتى طرقت عشى آنس ديرها ... لم تلقَ إلّا راغبًا أو راهبا
وقال ابن الوردي: تعجبت من اشتهار بيتين ما أحكمهما بانيهما، ولا اعتنى بمعانيهما وهما:
مقامات الغريب بكل أرض ... كبنيان القصور على الثلوج
يذوب الثلج تنهدم البنايا ... وقد عزم الغريب على الخروج
فخلصتهما من مقامات الغريب بكل أرض، وأوقدت فكرتي فذاب الثلج، وانهدمت البنايات المستحقة للنقض، وجعلتهما أسمى من السماء، ونقلتهما من كثافة الأرض فقلت:
مليح ردفه والساق منه ... كبنيان القصور على الثلوج
خذوا من خده القاني نصيبًا ... فقد عزم الغريب على الخروج
١ الدواهيا: المصائب.