للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقول ابن عبد الظاهر في شربه في كوز الوزير:

وذي أذن بلا سمع ... له قلب بلا قلب

إذا استولى على حب ... فقل ما شئت في الصب

ومن لطائف ما وقع في باب الألغاز أن شيخ الشيوخ بحماة كتب إلى والده ملغزًا في باب، بقوله:

ما واقف بالمخرج ... يذهب طورًا ويجي

لست أخاف شره ما لم يكن بمرتج١ ... فكتب إليه والده في الكتاب

ذهاب ومجيء وخوف وشر، هذا باب خصومة والسلام.

وقال القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر ملغزًا في باب:

أي شيء تراه في الدور والكتـ ... ـب مجازًا هذا وذاك محقق

هو زوج وتارة هو فرد ... وهو في أكثر الأحايين يطرق

وطليق في نشأتيه ولكن ... بحديد من بعد ذلك يوثق٢

وهو في القلب يستوي وتراه ... بان تصحيفه لمن يترمق٣

فأجبني عنه بقيت مطاعًا ... نست في حلبة الفضائل تسبق

وقال الشيخ برهان الدين القيراطي في باذهنج، وأجاد:

أهواؤنا المختلفة ... قد أصبحت مؤتلفه

في شامخ بأنفه ... على العوالي أنفه

وذي جناح لم يطر ... وكل طير ألفه

جناحه طول المدى ... يبدي علينا رفرفه

في الريح ضاع قول من ... على هواه عنّفه

عليله الصحيح كم ... شفى قلوبًا دنفه

وروحه لطيفة ... وذاته منحرفه


١ أرتج: الباب، أقفله.
٢ يوقف: يربط، ويقيد.
٣ التصحيف: تغيير نقط الحروف. المترمق: المحد النظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>