للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتصحيف والتحريف والعكس والحذف والإبدال، فنظمت هذا اللغز في يوم الإنشاد وهو:

وعسالة تبدو بغير أسنة ... ولا طعن فيها وهي داخلة الصدر١

ممشقة هيفاء حلو مذاقها ... به يطرح في المهمة القفر٢

منعمة لقاء مهضومة الحشا ... تكاد بأن تنقد من رقة الخصر

وتحلو على البيض الرشاق شمائلًا ... إذا ما تثنت في غلائلها الخضر

يلذ قبيل العصر في الظهر رشفها ... وبرد لماها من أليم الجوى يبري

وإن سقيت ماء سقتك سلافة ... بطيب مزاج وهي طيبة النشر٤

وينبت حلو الثغر حلو نباتها ... فيرشف أرياقا ألذ من الخمر

وإن لمعت في ثغرها وتبلجت ... دع ابن جلا يقرع ثناياه في الثغر٥

على عودها كم للرباب مواقع ... وموصولها يغني عن الناي والزمر

وإن قطعوا موصولها شببت به ... ألو الذوق تشبيبًا شفى غلة الصدر

وترفع بعد النصب والكسر جرها ... فتجزم ما للفارسي من الذكر

وهمزاتها همزات وصل وقطعها ... إذا ما أميلت جائز لك يا مقري٦

وفي أول الأعراف تروي من الظما ... وتضرم نيران الجوى وهي في العصر

ومن حلها إن أفرغت في قوالب ... يقول الورى هذا هو السكر المصري

ومن أجل ذا عنها ابن سكرة روى ... وأما النباتي قال من ههنا قطري

كذا ابن الجلاوي قلبه معها يرى ... كسيرًا وكم قد أوردته لظى الجمر

فيا من حلا ذوقًا وحل بدائعي ... وفي عقد عقد الألغاز يا نافت السحر

تأملت بعد الحل كيف تنوعت ... حلاوتها حتى رقت منبر الشكر

بنية فكر من حماة تغربت ... وغربتها والله قد أشغلت فكري


١ العسّالة: الخلية والجعبة التي توضع فيها السهام.
٢ المرّان: الرماح اللدنة الصلبة واحدتها مرانة. المهمة: الأرض الواسعة.
٣ الغلائل: واحدتها غلالة وهي الرقيق من الثياب.
٤ السلافة: الخمرة. النشر: الرائحة التي تنتشر منها.
٥ تبلج: بان ووضح. ابن جلا: الحجاج بن يوسف لقب به لقوله:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
٦ المقري: المقرئ وهو علم تقريبًا على قارئ القرآن. والإمالة: تقريب الفتحة والألف في اللفظ من الكسرة والياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>