للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سارحه، ولا مسارح الماء الحلو لملحها إلا كالآل١، وما عامر ما أسه المعمار إلا أطلال، وما المطاعم الحلوة معها إلا مالحة، وما صوادح الكلام الصادح إلا حول دوجها صادحة، وما لطعم الراح مع حلاوة وردها راحة، ولا لسلسل الورد معها طلاوة ولو كلل الطلُّ٢ أدواحه، ولا لسلوك الدر در سلوكها، ولا للمسوك العاطرة عطر مسوكها.

ولم لا ومحكمها حرسه الله صارملكًا ولحكمه أحكام، وكلام الملوك ملوك الكلام، لا إله إلا الله ما أسرار ولد آدم إلا حكمة، وما كلام الحكماء وما أحكموه إلا حرمة، وما أمة رسول الملك العلام إلا سادة الأمم، وما سماه صدورهم إلا مطالع أهل الحكم، أطال الله عمره وما ملها سامع، وأطلع هلال دالها١ وسعد السعود لها طالع، وحصل للعالم لما هل هلالها سرور، وأكرموا محلها وأحلوها الصدور. أحكامها عمدة لأمة محمد، وما أعادها السامع إلا صار العود أحمد:

سلسلوا دورها لسمع كساه ... درّها وهو عاطل كل حلّه

لا سماع إلا لها لا كلام ... لسواها كرره كرره الله

وع ما حكاه، ولد همام أو رواه، واسمع مسامرة همام صعد طور الحكم وساعده الله، وحسم كل كلامه مادة العواطل، وسلسل لطروسه وسطوره سلاسل الدور ودور السلاسل، ولو سمعها ملك العواطل أمال رءوس رماحه، وكلَّ حدُّ سلاحه، وسع معالم العلم ومعاهده صدره، وأدرّ لأهل الموارد الحلوة ولله دره، ما للكمال أصول سطوره الكاملة، ولا ورد مع رسول كرسال محمد مراسلة، رحم الله امرأً أطاع أوامر حكمها، وسمع مرسوم رسمها، ودارس ما أحكمه ممهدها وأملاه، أمد الله عمره والحمد لله.

والحلي بنى بيت بديعيته، في باب الحذف، على العاطل، وهو:

آل الرسول محل العلم ما حكموا ... لله إلا وُعدوا أعدل الأمم

والعميان ما نظموا نوع الحذف في بديعيتهم، وأنا والشيخ عز الدين تعذر علينا نظم الحذف عاطلًا، لأجل تسمية النوع في البيت، إذ فيه الذال والفاء ولا بد من التورية بتسمية النوع، كما شرط أولًا، فكل منا جنح في باب الحذف إلى جهة. أما الشيخ عز الدين فإنه ذكر أنه نظم بيته من الحروف النورانية المقطعة، وسمى الحذف في بيته إسقاطًا، فقال:


١ الآل: السَّراب الذي: {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً} .
٢ الدال: جمع الدالة وهي الشهرة والسلطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>