عنده خاص فيمن عُلم أنه يموت كافراً، أما الإنسان لو عاش سنين طويلة كافراً ثم أسلم ومات على إسلامه، فهذا - عند الأشعري - لا يجوز أن يقال إن الله كان ساخطاً عليه في وقت كفره، ثم رضي عنه لما أسلم، وإنما يقال: إن الله لم يزل راضياً عنه حتى في حال كفره لأنه علم أنه يموت مؤمناً، وهذا بناء على أصله الكلابي (١). الرد على هذه الملاحظة:
١ - الذي يظهر هنا أن الأشعري في هذا النص ليس بصدد تقرير عقيدة الموافاة فعقيدة الموافاة ما قال بها الأشعري في هذا النص قط ولم يَتَفَوَّه بها.
٢ - أن المتأمل في هذا النص يجعله يحكم بأن الأشعري يهدم عقيدة الموافاة لأنها عقيدة بدعية قد تقتضي الخروج عن الإسلام وكما قال أبو محمد بن حزم في تعريفها قائلاً: (اختلف المتكلمون في معنى عبروا عنه بلفظ الموافاة وهو أنهم قالوا في إنسان مؤمن صالح مجتهد في العبادة ثم مات مرتداً كافراً وآخر كافراً متمرداً أو فاسقاً ثم مات مسلماً تائباً: كيف كان حكم كل واحد منهما قبل أن ينتقل إلى ما مات عليه عند الله تعالى؟ ثم بين بأن الأشاعرة يذهبون إلى أن الله عز وجل لم يزل راضياً عن الذي مات مسلماً تائباً، ولم يزل ساخطاً