للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثلا. وقال لقيم: قبح الله النفس الخبيثة، هو لك، ثم افترقا.

والغادرة: الباقية «١» ، والافيل تصغير إفال: الولد الصغير من الإبل.

وزعموا أن ابن بيض كان رجلا من عاد تاجرا مكثرا، فكان لقمان يجيز له تجارته ويجيره ويعطيه في كل عام جارية وجلّة وراحلة «٢» فلما حضر ابن بيض الموت خاف لقمان على ماله فقال لابنه:

فسر إلى ارض كذا وكذا ولا تقارن «٣» لقمان في ارضه فانّ له في عامنا هذا حلة وجارية وراحلة، فسر بأهلك ومالك، حتى إذا كنت بثنيّة بمكان كذا وكذا فاقطعها بأهلك ومالك، وضع للقمان فيها حقه، فإذا هو قبله فهو حقه عرفناه له واتقيناه به، وإن لم يقبله وبغى أدركه الله بالبغي والعدوان، فصار الفتى حتى قطع الثنية بأهله وماله، ووضع للقمان حقه فيها، وبلغ لقمان الخبر، فلحقهم، فلما كان في الثنية وجد حقه فيها فأخذه وانصرف وقال: سدّ ابن بيض الطريق «٤» فأرسلها مثلا.

وقد ذكر ذلك شعراء العرب وقالوا فيه، قال عمرو بن أسود الطهوي «٥» :

سددنا كما سدّ ابن بيض سبيله ... فلم يجدوا فرط «٦» الثنية مطلعا

وقال عوف بن الأحوص العامري «٧» :

سددنا كما سدّ ابن بيض فلم يكن ... سواها لذي احلام قومي مذهب

وقال المخبل السعدي «٨» :

لقد سدّ السبيل أبو حميد ... كما سدّ المخاطبة ابن بيض «٩»

١٤٦- هذا حظّ جدّ من المبناة.

زعموا أن رجلا من عاد كان لبيبا حازما يقال له جدّ نزل على رجل من عاد وهو مسافر فبات عنده، ووجد عنده أضيافا قد اكثروا من الطعام والشراب قبله، وإنما طرقهم جد طروقا، وبات وهو يريد الدلجة من عندهم بليل، ففرش لهم رب البيت مبناة والمبناة: النطع- فناموا عنده، فسلح

<<  <   >  >>