للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن مالك بين بنيك فأوص، قال: ويل الشعر من راوية الشعر «١» ، فأرسلها مثلا، قالوا له أوص، قال أخبروا أهل ضابىء بن الحارث أنه كان شاعرا حيث يقول «٢» :

لكلّ جديد لذة غير أنني ... وجدت جديد الموت غير لذيد

وأنشد مثل هذا البيت:

ما لجديد الموت يا بشر لذة ... وكلّ جديد تستلذّ طرائقه

ثم مات.

وكانت له أمثال وهو الذي قال لا تراهن على الصعبة ولا تنشد قريضا «٣» فأرسلها مثلا، يقول أن الصعبة لا تذهب على ما تريد، والقريض أول ما ينشد، يقول: لا تنشد الشعر حتى تحكمه.

[١١٨- لا أطلب أثرا بعد عين.]

زعموا أن بعض ملوك غسان كان يطلب في بطن من عاملة يقال لهم بنو ساعدة- وعاملة من قضاعة- ذحلا، فأخذ منهم رجلين يقال لهما مالك وسماك ابنا عمرو، فاحتبسهما عنده زمانا، ثم دعا بهما فقال:

إني قاتل أحدكما، فأيكما أقتل؟ فجعل كل واحد منهما يقول: اقتلني مكان أخي. فلما رأى ذلك قتل سماكا وخلّى سبيل مالك، فقال سماك حين ظن أنه مقتول:

ألا من شجت ليلة عامده ... كما أبدا ليلة واحده

فأبلغ قضاعة إن جئتها ... وأبلغ «٤» سراة بني ساعدة «٥»

وأبلغ نزارا على نأيها ... فإن الرماح هي العائدة

فأقسم لو قتلوا مالكا ... لكنت لهم حية راصده

برأس سبيل على مرصد «٦» ... ويوما على طرق وارده

أأمّ سماك فلا تجزعي ... فللموت ما تلد الوالده

وانصرف مالك إلى قومه فأقام فيهم ليالي، ثم إن ركبا مروا يسيرون وأحدهم يتغنى وهو يقول: فأقسم لو قتلوا مالكا ... إلخ، فسمعت ذلك أم سماك فقالت: يا مالك قبّح الله الحياة بعد سماك، اخرج في الطلب بأخيك، فخرج في الطلب به حتى لقي قاتله يسير في ناس من قومه فقال: من أحسّ لي الجمل

<<  <   >  >>