للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من شجرة ثم لطخها حتى اسودت، فجاء بنو حذلك ينشدون بكرتهم فقال لهم شأس: هذه بكرتكم، فغضبوا وقالوا:

اتسخر منا؟ قال: إنكم لا تعقلون، قالوا:

بل أنت لا تعقل، قال: فإن شئتم نافرتكم على نهبي ونهبكم انها بكرتكم، ففعلوا، فغسلها بالماء فعرفوها، فأخذ نهبهم. فأتوا خالد بن عمرو بن حذلم وكان يسمّى الميّس فذكروا ذلك له، فقال: أنتم ضيعتم نهبكم، قالوا: بل أنت تريد أن تخذلنا، قال: بل أعلم من القوم ما لا تعلمون: فإذا لقيتم أول غلام من بني دثار بن فقعس يعلم أنكم جئتم في هذا الأمر قاتلكم، فانطلق معهم فلقوا غلاما من بني دثار بن فقعس فقال لهم: هلم فلنحلب لكم، قالوا: لا حاجة لنا في لبنكم، قد ظلمتم وقطعتم، قال: وفي أي أمر أنتم؟ قالوا:

في الإبل التي أخذ شأس، فأخذ سهما فرمى خالدا فأخطأه وأصاب واسطة الرحل، فركض خالد حمله وقال قد اخبرتكم الخبر: وقال يا بوين ما أكيسني فأرسلها مثلا.

بوين: تصغير بان، وقال في ذلك خالد:

لعمري لقد حذّرتكم ونهيتكم ... وانأتكم أن لا غنيمة في شاس

ولست بعبد يتقي سخط ربه ... إذا لم تلمني في مجاملة الناس

[١٧١- نعم ويدعو أباه.]

[١٧٢- أحمق من دغة.]

١٧٣- هيّن ليّن وأودت العين.

[١٧٤- القوم ما أطبون.]

زعموا ان دغة بنت معنج «١» كانت امرأة من جرهم، فتزوجها رجل منهم قبل أن تبلغ المحيض، فحملت ولم تشعر بالحمل لحداثة سنها فأخذها الطلق وأهلها سائرون، فنزلت منزلا فانطلقت تبرز، فولدت وهي تبرز، فصاح الصبيّ، فرجعت إلى أمها فقالت: يا أمتاه، هل يفتح الجعر فاه، قالت: نعم ويدعو أباه «٢» ، فأرسلتها مثلا، فقيل أحمق من دغة «٣» .

وزعموا أن دغة كانت قد بلغت مبلغ النساء من الشرف والعقل، فحسدها

<<  <   >  >>