للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضرائرها أن أنساع بعيرها كنّ يلفين حمرا تزهر وتئط فقلن: إنا نخاف أن يمرّ بنا الرجال فيسمعوا هذا الأطيط، فيظنوا أن بعضنا قد أحدث- فلو دهنت إنساعك فلم تئطّ كان ذلك أمثل، فعمدت إلى طرف نسعتها فدهنتها، وخافت أن يكنّ حسدنها حمرة سيورها وجمالهن، فدهنت طرف النسعة لتنظر كيف يكون، فاسودّ ما دهنت، فعرفت ما أردن بها فكفّت، فلقينها فسألنها: كيف رأيت الدهن للنسعة؟ قالت:

هين لين وأودت العين «١» ، فأرسلتها مثلا، تقول ذهب حسه وحمرته ونبت العين عنه.

زعموا أن رهطا من قوم دغة تجاعلوا على نسائهم أيتهنّ أطوع لهم فأعظموا الخطر، فقالوا: يأمر كلّ رجل منكم امرأته تنزل على هذه القرية من النمل تنتعش، فجعلت امرأة الرجل منهنّ إذا مرت على القرية فأمرها زوجها أن تنزل أبت، حتى مررن كلهن، ثم مرّت دغة فقال لها زوجها: انزلي علي هذه القرية، ففعلت، فقال لها خادمها: أتنزلين من بين هؤلاء النساء على هذا النمل؟ أنت أضعفهنّ رأيا، فقالت: القوم ما أطبون «٢» ، أي القوم أعلم، فأرسلتها مثلا، وأخذ زوجها الخطر الذي كانوا خاطروا عليه، وكان فيما ذكروا الخطر على أهل الرجل وماله.

[١٧٥- نعم كلب من بؤس أهله.]

زعموا أنّ قوما من العرب كانت لهم ماشية من إبل وغنم، فوقع فيها الموت فجعلت تموت فيأكل كلابهم من لحومها، فأخصبت وسمنت، فقيل: نعم كلب من بؤس أهله «٣» ، فذهبت مثلا.

[١٧٦- كالطاحنة.]

زعموا أن ناسا من العرب كانت لهم في مملكتهم شدة، فكلفوا أمة لهم طحينا وأوعدوها إن لم تفرغ منه ضربوها، فطحنته، حتى إذا لم يبق إلا ما لا بال به ضجرت فاختنقت حتى قتلت نفسها، فقيل كالطاحنة «٤» فذهبت مثلا، يضرب للذي يكسل عن الأمر بعد اتضاحه.

<<  <   >  >>