ليملك بعده، فقدم عليه المتلمس وطرفة فجعلهما في صحابة قابوس، وأمرهما بلزومه، وكان قابوس «١» شابا يعجبه اللهو، وكان يركب يوما في الصيد فيتركض فيتصيّد، وهما معه يركضان حتى يرجعا عشية وقد لغبا، فيكون قابوس من الغد في الشراب فيقفان ببابه النهار كلّه فلا يصلان إليه، فضجر طرفة فقال «٢» :
وليت لنا مكان الملك عمرو ... رغوثا حول قبتنا تخور «٣»
من الزّمرات أسبل قادماها ... وضرّتها مركنة درور «٤»
يشاركنا لنا رخلان فيها ... ويعلوها الكباش فما تنور «٥»
وكان طرفة عدوا لابن عمه عبد عمرو بن بشر بن عمر بن مرثد، وكان عبد عمر كريما عند عمر بن هند، وكان سمينا بادنا فدخل مع عمرو الحمام فلما تجرد قال: لقد كان ابن عمك طرفه رآك حين قال ما قال وكان طرفة هجا عبد عمرو قبل ذلك فقال «٧» :
لا خير فيه غير أن قيل واجد «٨» ... وأن له كشحا إذا اقام أهضما