للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به رأسه، فقلن: ويحك أيّ شيء تصنع؟

فقال «١» :

البس لكل حالة لبوسها ... إما نعيمها وإما بوسها «٢»

فأرسلها مثلا، فلما أتى على ذلك ما شاء الله جعل يتتبع قتلة إخوته فيقتلهم ويتقصّاهم حتى قتل منهم ناسا فقال بيهس «٣» :

يا لها من مهجة يا لها ... أنيّ لها الطعم والسلامة

قد قتل القوم إخوانها ... في كلّ واد زقاء هامه

لأطرقنهم وهم نيام ... فأبركن بركة النعامة

قابض رجل وباسط أخرى ... والسيف أقدمه أمامه

نعامه: هو بيهس، لقب بنعامة لقوله:

فأبركن بركة النعامة.

ثم أخبر أن ناسا من أشجع في غار يشربون فيه، فانطلق بخال له يكنى أبا حشر «٤» فقال له: هل لك في غار فيه ظباء لعلنا نصيب منهن؟ قال: نعم، فانطلق بيهس بأبي حشر حتى إذا قام على باب الغار دفع أبا حشر خاله في الغار فقال:

ضربا أبا حشر، فقال بعضهم: إن أبا حشر لبطل، فقال أبو حشر: مكره أخوك لا بطل «٥» فأرسلها مثلا، فكان بيهس مثلا في العرب، قال المتلمس «٦» :

ومن حذر الأيام ما حزانفه ... قصير ورام الموت بالسيف بيهس «٧»

نعامة لما صرّع القوم رهطه ... تبين في أثوابه كيف يلبس

وأول هذه الأبيات «٨» :

وما الناس إلا ما رأوا وتحدثوا ... وما العجز إلا أن يضاموا فيجلسوا

فلا تقلبن ضيما مخافة ميتة ... وموتن بها حرّا وجلدك أملس

<<  <   >  >>