للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطبقة الثانية: من الحكايات المتوسطة»

ا، ب خالد بن برمك: وزير المنصور قال لابنه يحيى «٢» : إنك ستدفع إلى ما دفعت إليه، فخذ أصلا تبنى عليه.

لما تمكّنت حالى فى وزارة المنصور رفعت له مطالب/ لأقوام من أهل الدين والعلم، فقطّب ولم يجاوبنى. فلما كان من الغد، رفعت له فوائد فى البلاد. تجمع منها مال كثير، فاستوفى قراعتها وانبسط، وجاوب على كل حرف منها، وعاد إلى أحسن ما كان عليه، وهدانى إلى الطريق فى خدمته.

ا، ب ابنه يحيى «٣» كان ينهى ابنه جعفرا عن مداخلة الرشيد ومنادمته، ويقول له من خدم الملوك فى الأعمال والأموال لا ينادمهم حتى انه قال ذلك للرشيد. وكان فى كلامه: يا أمير المؤمنين، إنى أكره مداخل جعفر معك، لست آمن أن ترجع العاقبة علىّ منك فى ذلك. ولما أعيته الحيلة فيه كتب إليه إنى قد أهملتك حتى يعثر الزمان بك عثرة تعرف بها أمرك وإن كنت أخشى أن تكون التى ليست لها لعا.

ا، ب الفضل بن الربيع «٤» استوزره الرشيد بعد نكبة البرامكة، وجعل له أمر ابنه الأمين فى حياته، فاستولى عليه بعد وفاته، وأكد العداوة بينه وبين أخيه المأمون. فلما استولى المأمون على الخلافة اختفى الفضل، ثم وقع عليه فعفا عنه، لكنه قصد تعنيته، فكان يجلسه فى أحط المراتب. واحتاج إلى وزير المأمون أبى عباد، فكلمه فارتج عليه فقال له أبو عباد: بهذا اللسان خدمت خليفتين. فقال انا تعوّدنا أن نسأل/ لا أن نسأل.