للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الطبقة الثالثة: من النثر المتوسط من الكمائم]

أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة حين دعا قومه قال فيها بعد أن حمدا لله وأثنى عليه «١» : إن الرائد لا يكذب أهله. والله لو كذبت الناس ما كذبتكم، ولو غررت الناس ما غررتكم، والله إنى لرسول الله إليكم حقا وإلى الناس كافة، والله لتموتن كما تنامون، وتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، ولتجزونّ بالاحسان إحسانا، وبالسوء سوءا وإنها للجنة أبدا، والنار أبدا، وإنكم لأول من أنذر، بين يدى عذاب شديد.

الصديق رضى الله عنه: قال فى وصيته ليزيد بن أبى سفيان حين أنفذه إلى الشام «٢» : إذا قدمت على أهل عملك فعدهم الخير، وإذا وعدت فأنجز.

ولا تكثر عليهم الكلام فإن بعضه ينسى بعضا، وأصلح نفسك يصلح الناس لك، إذا قدم عليك رسل عدوك فأكرم مثواهم فإنه أول خبرك إليهم، وأقلل حبسهم حتى يخرجوا وهم جاهلون بما عندك، وامنع من قبلك محادثتهم، ولتكن أنت الذى تلى كلامهم، ولا تجعل سرك مع علانيتك فتمزج أمرك.

عمر رضى الله عنه: لما بعث سعد بن أبى وقاص لحرب الفرس قال له: أوصيك بعشر خصال: لا تقتل امرأة ولا وليدا ولا فانيا، ولا تقطع شجرة بثمرة.

ولا تعقر شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا ما أكلتهم؛ لا تحرق نخلا ولا كرما، ولا تخرب عامرا، ولا تتهور ولا تجبن. وإذا دخلت أرض العدو فإنك ستجد قوما حبسوا أنفسهم لله، فدعهم وما حبسوا أنفسهم له، وستجد قوما فحصوا عن أوساط