للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطبقة الرابعة: [ترسيل كتاب مصر والشام والأندلس]

من النثر الممتع وهى مشتملة على ما اقتطف من ترسيل الفاضل البيسانى والعماد الأصبهانى، وابن أبى منصور الدمياطى، وابن عياش والفازازى.

الفاضل البيسانى «١» : كاتب السلطان صلاح الدين بن أيوب، له من رسالة يخاطب بها أخاه وقد قصّر بجانب علم الملك- من أكابر الدولة:

سبب إصدارى هذه المكاتبة إلى الأخ- أصلحه الله- إعلامه بما صح عندى من الأحوال التى أخفاها والله مبديها- فى حق الرئيس علم الملك، وبالله أقسم. لئن لم تداو ماجرحت، وتستدرك ما فعلت، وتمح ما أثبت، وتستأنف ضد القبيح الذى كتبت به وشافهت، وتعتذر بالجميل فيما طالعت الله به وشافهت وبارزت، لتكوننّ الحديث منى بغير الكتاب، ولأزيلنّ السبب الذى قدرت به على وضرة الأصحاب، وما أشدّ معرفتى بأن الطباع لا تتغير، وبأنك مستحوجنى بعد هذا الكتاب إلى مالا يتأخر. وبالجملة فاستدرك بفعلك لا بإيمانك لى، وتنصّلك إلىّ، فالدم فى النصل شاهد عجب، وويلى ممّن كانت غنيمته من الأيام عقد القلوب على البغضاء، وإطلاق الألسنة بالذم. ولولا أنى شريكك فى كل ما تستوجبه من الناس لألقيت حبلك على غاربك، وتركتك وما تختاره لنفسك.

العماد الأصبهانى «٢» : قال فى وصفه نفسه ما بين كتاب عصره، وذكر ما كتبه إلى البلاد فى شأن فتح القدس على يدى صلاح الدين: