وكان فى عصره من الوشّاحين المطبوعين الأبيض «١» . وكان فى عصرهم أبو بكر بن باجة «٢» صاحب التلاحين المشهورة. ومن الحكايات المؤرخة أنه لما ألقى على احدى قينات ابن تيفلويت «٣» موشحة فيها:
جرّر الذّيل أيّما جرّ ... وصل السّكر منك بالسّكر
طرب الممدوح. ولما اختتمها بقوله، وطرق سمعه فى التلحين
عقد الله راية النّصر ... لأمير العلا أبى بكر
صاح: واطرباه! وشق ثيابه وقال: ما أحسن ما بدأت به وما ختمت. وحلف بالأيمان المغلظة أن لا يمشى فى طريق إلى داره إلا على الذهب فخاف الحكيم سوء العاقبة فاحتال بأن جعل ذهبا فى نعله ومشى عليه. وأخبرنى أبو الخصيب بن زهر أنه جرى فى مجلس أبى بكر بن زهر ذكر لأبى بكر الأبيض الوشاح المتقدم الذكر، فغض منه أحد الحاضرين، فقال: كيف تغضّ ممن يقول: