للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاكفنى آدابهم، اغذهم بالحكمة فإنها ربيع القلوب، وفقّهم النسب والخبر فإنه أفضل علم الملوك، وأيدهم بكتاب الله تعالى فإنه قد خصهم ذكره، وعمهم رشده، وكفى بالمرء جهلا أن يجهل فضلا عن أحد، وخذهم بالإعراب فإنه مدرجة البيان، وفقهم فى الحلال والحرام فإنه حارس من أن يظلموا، ومانع من أن يظلموا.

ابن أخيه عيسى بن موسى «١» : كتب لعمه المنصور حين هدده أهل خراسان بالقتل إن لم يخلع نفسه من العهد: «٢» لو سامنى غيرك ما سمتنى يا أمير المؤمنين لما استنصرتك عليه، ولا استشفعت بك إليه حتى يقر الحزم قراره، وينزل الحق منزله. ونحن أول دولة يستن بعملنا، وينظر إلى ما اخترناه منها، وقد استعنتك على قوم لا يعرفون الحق معرفتك، ولا يلاحظون العواقب ملاحظتك، فكن لى عليهم نصيرا، ومنهم مجيرا، يجزك الله خير جزائه عن صلة الرحم، وقطع الظلم إن شاء الله.

ابن عمه عبد الملك بن صالح «٣» : كتب للرشيد مع فاكهة فى أطباق خيزران:

أسعدك الله يا أمير المؤمنين وأسعد بك. دخلت بستانا لى، أفادنيه كرمك، وغمرته لى نعمتك، وقد أينعت أشجاره، وأتت ثماره، فوجهت إلى أمير المؤمنين كل شىء شيئا على الثقة والإمكان، فى أطباق قضبان، ليصل إلىّ من بركة دعائه مثل ما وصل إلىّ من بركة عطائه، فهو أهل لكل إحسان وكل امتنان، وكنا بالقضبان عن الخيزران. فاستحسن الرشيد ذلك، إذ اسم امه الخيزران.