للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الحرب صعبة مرة، وان السلم أمن ومسرة، وقد زبنتنا الحرب وزبنّاها «١» ، فعرفناها وألفناها، فهى أمّنا ونحن بنوها، فاستقيموا على سبل الهدى، ودعوا الأهواء المرذولة، وتجنبوا فراق الجماعة ولا تكلفونا أعمال المهاجرين الأولين وأنتم لا تعملون أعمالهم، ولا أظنكم تزدادون بعد الموعظة إلا شرّا، ولن تزداد بعد الاعذار إليكم والحجة عليكم إلا عقوبة. فمن شاء منكم أن يعود لمثلها فليعد.

عبد الله بن الزبير: قال وهو يحارب الحجاج «٢» : أما بعد، يا آل الزبير فلا يبرمكم وقع السيوف، فإنى لم أحضر موطنا قط. إلا جرحت فيه، وما أجد من ألم جراحها أشد مما أجد من ألم وقعها. صونوا سيوفكم كما تصونوا وجوهكم ولا أعلم أحدا كسر سيفه واستبقى نفسه، فإن الرجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة، غضوا أبصاركم عن البارقة، وليشتغل كل منكم بقرنه، ولا يلهينّكم السؤال عنى، ولا تقولوا أين عبد الله بن الزبير. ألا من كان سائلا عنى فإنى فى الرعيل الأول.

عبد الملك بن صالح العباسى «٣» : قال لمعلم ولده وقد أنهضه لمجالسته: كن على الماس الخط بالسكوت أحرص منك على التماسه بالكلام، فقد قيل إذا أعجبك الكلام فاصمت، وإذا أعجبك الصمت فتكلّم. ولا تساعدنى على قبيح، ولا تردنّ علىّ فى محفل، وكلمنى بقدر ما استنطقتك. واعلم أن حسن الاستماع أحسن من حسن القول، فأرنى جهمك فى نظرك، واعلم أنى جعلتك جليسا مقرّبا بعد أن كنت معلما مبعدا، ومن لم يعرف نقصان ما خرج منه لم يعرف رجحان ما دخل فيه.