لو امتنعت، ولكن كيف بإصلاح ما أراد الله فساده. معشر العرب: أحبّونا فو الله ما أبغضناكم، وأبرّونا فو الله ما أترنا عليكم، وانكم للشعار المستبطن» .
فاستعبر القوم حتى علا بكاؤهم.
يزيد بن الوليد بن عبد الملك: لما خرج على ابن عمه الوليد بن يزيد وقتل الوليد وحصلت له الخلافة قام خطيبا فقال «١» : أيها الناس، والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا حرصا على الدنيا، ولكن خرجت غضبا لله ولدينه، وداعيا إلى الله وإلى سنة نبيه وسلم لما هدمت معالم الهدى، وأطفىء نور أهل التقوى، وظهر الجبار العنيد المستحل بكل حرمة، والراكب لكل بدعة، وإنه لابن عمى فى النسب وكفئى فى الحسب، فلما رأيت ذلك استخرت الله فى أمره، وسألته ألا يكلنى إلى نفسى، ودعوت إلى ذلك من أجابنى من أهل ولايتى حتى أراح الله منه العباد، وطهر منه البلاد بحوله وقوته لا بحولى وقوتى.
عتبة بن أبى سفيان «٢» : قال لمعلم ولده: ليكن أول إصلاحك لولدى إصلاح نفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما تستحسنه، والقبيح عندهم ما تستقبحه، علّمهم كتاب الله تعالى، وروّهم من الحديث أشرفه، ومن الشعر أعفه، ولا تكرههم على علم فيملوه، ولا تدعهم فيهجروه، ولا تخرجهم من علم إلى علم، فازدحام العلم فى السمع مضلة للفهم، وعلّمهم سير الحكماء، وهدّدهم بى، وأدّبهم دونى، ولا تتكل على عذر منّى، فإنى قد اتكلت على كفاية منك.