للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بينهما يطلب منه أن يوجه أهله وماله إلى خراسان «١» : أما بعد، فإن نظر أمير المؤمنين للعامة نظر من لا يقتصر على إعطاء النّصفة من نفسه حتى يتجاوزها إليهم ببرّه وصلته، وإذا كان ذلك رأيه فى عامته فأحر بأن يكون على مجاوزة ذلك لصنوه وقسيم نسبه. وقد يعلم أمير المؤمنين حالا أنا عليها من ثغور حللت بين لهواتها «٢» ، وأجناد مشاغبة باختلافها، وقلة الخراج قبلى، والأهل والولد والمال قبل أمير المؤمنين، وما للأهل وإن كانوا فى كفاية من برّه بد من الإشراف والنزوع إلى كنفى، ومالى بدّ من القوة والاستظهار بالمال على لمّ الشعث بحضرتى. ورأى أمير المؤمنين موفق إن شاء الله تعالى.

أحمد بن يوسف «٣» : كتب إلى المأمون فى الاعتذار عن قتل أخيه الأمين.

أما بعد، فإن المخلوع وإن كان قسيم أمير المؤمنين فى النسب واللحمة فقد فرق الله بينه وبينه فى الولاية والحرمة بمفارقته عصمة الدين، وخروجه من الأمر الجامع للمسلمين./ يقول الله عز وجل حين اقتص علينا نبأ ابن نوح انه ليس من أهله، انه عمل غير صالح، ولا طاعة لأحد فى معصية الله، ولا قطيعة فى طاعة الله. وقد قتل الله المخلوع، ومهّد لأمير المؤمنين أمره، وأنجز له فى من بغى عليه ونقض عهده [وسابق] وعده «٤» ورد به الألفة بعد فرقتها وجمع الأمة بعد شتاتها، وأحيا به أعلام الإسلام بعد دروسها.