للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله سبحانه إنعامه علىّ برضاك مرة جررت بها ذيول العز فى بساط الإذلال إلى أن طالت، فعثرت فيها بالاغترار وسابق الاقدار عثرة لا تستقال إلا بالمعتاد من كرمك، وإغضائك عن هفوات صنائعك، والحاجب المنصور- أدام الله حلو نصره- يعلم أن ريّض الخيل بعد الأدب أمتع، والمهيض بعد الجبر أصلح.

أبو حفص بن برد «١» : كاتب المظفر بن المنصور بن أبى عامر. كتب عنه فى شأن سطوته بصهره ابن القطاع: أيها الناس، وفقكم الله بعصمته، واستنفذكم برحمته. إن من علم منكم حال الخائن فلان «٢» بالمشاهدة ورأى مبلغ النعمة عليه بالمحاضرة فقد اكتفى بما شاهد واجتزأ بما حضر، ومن غاب ومن غاب عنه كنه ذلك فليعلم أنا أخذناه من الحضيض الأوهد، وانتشلناه «٣» من شظف العيش الأنكد، فرفعنا خسيسته، وأتممنا نقيضته، وخولناه صنوف الأموال، وصيّرنا حاله فوق الأحوال، بدأ له بذلك المنصور مولاى رحمه الله فاعتمدته «٤» فمهدت له فرش الكرامة، وبوّأته دار الفخامة، وأسبغت من النعم عليه ما أحوج الخاصة والعامة إليه، فلم يقسم الله بحق، ولا قابل إحسانه بصدق، ولا عامل رعيتنا برفق، ولا تناول خدمتنا بحذق، حتى إذا ملكه الأشر، حاول شق عصا الّامة، فصرعه بغيه، وأسلمه غدره «٥» .