للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: قال مُجَاهِد -في قول الله: {وَمَنْ كَفَرَ} - قال: «هو فيما إنْ حَجَّ لَم يَره بِرًّا، وإنْ جَلَس لَم يَره إِثْمًا» (١).

كان سعيد بن سالم (٢)، يذهب إلى أنه كُفرٌ بِفَرض الحَجِّ.

قال (٣): «ومن كَفر بآية من كتاب الله - عز وجل - كان كافرًا، وهذا -إن شاء الله- كما قال مجاهد، وما قال عكرمة فيه أَوضَح، وإن كان هذا واضحًا» (٤).

(٦٥) أخبرنا أبو سعيد ابن أبي عمرو، حدثنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، قال: «قال الله تبارك وتعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: ٩٧] والاستطاعة -في دلالة السنة والإجماع-: أن يكون الرجل يَقدِر على مَرْكَبٍ وزَادٍ يُبَلِّغُهُ ذَاهبًا وجَائِيًا، وهو يَقْوَى على المركب، أو يكون له مالٌ، فَيَستأجِر به مَن يَحُجُّ عنه، أو

يكون له مَن إذا أَمَرهُ أنْ يَحُجَّ عنه، أطاعه» (٥). وأطال الكلام في شرحه.

وإنما أرَاد به: الاستطاعة التي هي سَببُ وُجوبِ (٦) الحَجِّ، فأما


(١) أخرجه الطبري في التفسير (٥/ ٦٢٠) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، عن ابن جريج، به. وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير (٣/ ١٠٧٥) من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وينظر «معرفة السنن والآثار» (٧/ ٨).
(٢) هو الإمام المحدث أبو عثمان سعيد بن سالم المكي القداح، روى عن ابن جريج والثوري ويونس ابن أبي إسحاق وطائفة، روى عنه ابن عيينة والشافعي وأسد بن موسى وآخرون، وقد رُمي بالإرجاء، ينظر «سير أعلام النبلاء» (٩/ ٣١٩).
(٣) القائل هو الشافعي كما في «الأم».
(٤) «الأم» (٣/ ٢٧٠).
(٥) ينظر «الأم» (٣/ ٢٧٩)، و «السنن الصغير» للبيهقي (٢/ ١٣٣).
(٦) في «د»، و «ط» (وجود).

<<  <   >  >>