قال الشافعي: فَالْفَيءُ والغَنِيمَة يَجتمعان في أَنَّ فِيهِما الخُمْس مِن جميعهما، لِمَن سَمَّاه اللهُ له، ومَن سَمَّاه الله له في الآيتين معًا سواء مُجتمعين غَير مُتفرقين.
ثم يَفترقُ الحُكم في الأربعة الأَخْماس، بما بَيَّن اللهُ تبارك وتعالى على لِسانِ نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - وفي فعله، فإنه قَسم أَربعة أَخْمَاس الغَنيمة، والغنيمةُ: هي المُوجَف عَليها بالخَيْل والركاب لِمن حَضَر مِن غَنِيٍّ وفقير، والفَيء هُو: ما لم يُوجَف عَليه بِخَيْل ولا رِكَاب.
فكانت سُنةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في قُرى عُرَينة (١) -التي أفاءها الله عليه-: أنَّ أربعةَ أَخمَاسِها لِرسُول الله - صلى الله عليه وسلم - خَاصة دُون المُسلمين، يَضَعُه رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -