هو: الإمام يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أبو زكريا بن المُزَكِّي أَبِي إِسْحَاق. مُسند نَيْسابور وشيخ التَّزْكية.
كَانَ ثقةً نبيلًا زاهدًا صالحًا، ورِعًا مُتقنًا، وما كَانَ يحدِّث إلا وأَصْلُه بيده يُقابل بِهِ. وعقد الإملاء مدّة، وقُرئ عَليه الكثير. وكان بصيرًا بالمذهب الشافعي، وقد تفقَّه على الأستاذ أبِي الوليد حسان بن محمد.
روى عن أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله محمد بْن يعقوب الأخرم، وأبي الحَسَن أحمد بْن محمد بْن عَبْدُوس، والحسن بْن يعقوب البُخاري، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه، وطائفة مِن النَّيْسابوريّين، وأبي سهل بن زياد، وأحمد بن سلمان النَّجَّاد، وعبد الله بن إسحاق الخُراساني، وأحمد بن كامل القاضي، وأحمد بن عثمان الأَدَميّ البغداديين، ومحمد بن علي بن دُحيم الكوفي، وجماعة كثيرة. وانتقى عَليهِ الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الإصبهاني، وغيره.
وحدَّث عنه أبو بكر البَيْهَقيُّ في جميع كُتبه، وأبو صالح المؤذن، وعثمان بن محمد المَحْمِيّ، وعلي بن أحمد المؤذِّن ابن الأخرم، وهبة الله ابن أبي الصهْباء، وابنه أبو بكر محمد بن يحيى، والقاسم بن الفضل الثَّقَفيُّ،
(١) راجع «تاريخ الإسلام» للذهبي (٩/ ٢٤٥)، و «سير أعلام النبلاء» (١٧/ ٢٩٥)، و «طبقات الشافعيين» (ص ٣٧٩).