للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

«وقال الله - عز وجل -: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨)} [الإنسان] والأَسْرَى يَكُونُون: مِمَّن حَادَّ اللهَ وَرَسُولَه».

(٢١٣) أخبرنا أبو عبد الرحمن السُّلَمِيُّ، أخبرنا الحَسَنُ بنُ رَشِيقٍ ... -إجازة-: قال عَبدُ الرَّحْمَن بنُ أَحْمَدَ المَهْرِيُّ (١)

قال: سَمِعتُ الرَّبيعَ بنَ سُلَيْمَانَ، يَقول: سَمعتُ الشَّافِعيَّ - رحمه الله - يقول: «مَنْ زَعَم-مِن أَهْل العَدَالَةِ- أَنَّه يَرَى الجِنَّ: أَبْطَلْتُ شَهَادَتَهُ؛ لأنَّ اللهَ - عز وجل - يقول: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: ٢٧]. إلا أَنْ يَكُونَ نَبِيًّا» (٢).

(٢١٤) أخبرنا أبو سعيد ابن أبي عمرو، قال: حدثنا أبو العباس الأَصَمُّ، أخبرنا الرَّبيعُ، أخبرنا الشافعيُّ - رحمه الله - قال: «أَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ لِلمُحَرَّم: صَفَر.

كانوا يَعُدُّون، فَيقُولون: صَفَرَان، لِلْمُحَرَّم وصَفَر، ويُنْسِئُونَ، فَيَحُجُّونَ


(١) تحرفت في «د، ط» إلى (المهدي) وهو: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحَجَّاج بن رِشْدين بن سعد المَهْريُّ، أبو محمد. وجده رشدين بن سعد: أحد كبار أتباع التابعين ممن أخرج له الترمذي، وابن ماجه. والمهري: نسبة لمهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، قبيلة كبيرة.

وعبد الرحمن: مصري ثقة كان ينسخ للناس، حدث عن يونس الصدفي، وأبي الطاهر بن السرح، وهذه الطبقة. توفي سنة ٣٢٦ هـ. ينظر «الأنساب» للسمعاني (١٢/ ٤٩٩)، «تاريخ الإسلام» للذهبي (٧/ ٥٢٤)، و «سير أعلام النبلاء» (١٥/ ٢٣٩) وتحرفت نسبته فيه إلى (المهدي) فالينتبه-.
(٢) أخرجه الآبُري في «مناقب الشافعي» (٥٨)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٩/ ١٤١)، من طريق حرملة بن يحيى، عن الشافعي.
قال الحافظ في «فتح الباري» (٦/ ٣٤٤): «وهذا مَحمُولٌ على مَن يَدَّعي رؤيتهم على صورهم التي خُلِقُوا عليها، وأما مَن ادعى أنه يرى شيئًا منهم بعد أن يَتَطوَّر على صُور شَتَّى مِن الحيوان، فلا يقدح فيه، وقد تواردت الأخبار بِتَطَوُّرهم في الصُّوَر».

<<  <   >  >>