للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصر، بالعمارة، فجباها أربعة آلاف ألف ثم قصرت إلى سنة أربع وخمسين ومائتين فلما وليها أحمد بن طولون استقصى العمارة وبالغ فيها فجباها أربعة آلاف ألف (١).

وذكر بعض علماء مصر عن عبيد الله بن الحبحاب عامل خراج مصر لهشام [أنه] خرج بنفسه للعمارة فوجد جميع ما يركبه النيل ثلاثين ألف ألف فدان (٢)، سوى ارتفاع الجرف ووسخ الأرض (٣).

وفي سنة سبع ومائة أول أيام هشام بن عبد الملك وصف عبيد الله بن الحبحاب طبقات معلومة منسوبة في الدواوين، ولم تزل إلى ما بعد ذهاب بني أمية، ومبلغها ألف ألف دينار وسبعمائة ألف دينار، وثمانمائة وسبعة وثلاثون دينارا. منها على كور الصعيد ألف ألف وأربعمائة وعشرون دينارا ونصف والباقي على كور أسفل الأرض (٤).

ثم ولى الوليد بن رفاعة لهشام فخرج بنفسه لإحصاء الجماجم والقرى، فأقام ستة أشهر بالصعيد، وبأسفل الأرض ثلاثة أشهر، فأحصى فوق عشرة آلاف قرية، أصغر قرية فيها خمسمائة جمجمة من القبط، يكون جملة ذلك خمسة آلاف ألف (٥).

وروى ابن لهيعة أن الذي كان يحمل إلى معاوية في كل سنة ستمائة ألف دينار في فضل أعطيات الجند وما صرف إلى الناس وأن معاوية جعل على كل قبيلة من قبائل العرب رجلاً يدور على الناس (٦)، يقول: هل ولد الليلة فيكم مولود؟ وهل نزل بكم نازل؟ فيقال: ولد لفلان غلام، ولفلان جارية، فيقال:


(١) ابن الكندى ص ٣٧، والمقريزى ج ١ ص ٧٩، وابن ظهيرة ص ١٢٣
(٢) ذكر ذلك ابن الكندى ص ٣٧، والمقريزى فى الخطط ج ١ ص ٩٩، ويقصد بالعدد المبالغة.
(٣) ابن الكندى ص ٣٧
(٤) المقريزى: الخطط ج ١ ص ٩٩
(٥) ابن الكندى ص ٣٧، وحسن المحاضرة ج ١ ص ١٤٦
(٦) لدى ابن عبد الحكم ص ١٢٧ «المجالس».