للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتتابع الظمأ بمصر ثلاث سنين أيام فرعون موسى، فترك فرعون لأهل مصر خراج ثلاث سنين، وأنفق على نفسه وعلى عساكره من خزائنه، فلما كانت السنة الرابعة أضعف (١) الخراج، واستمر حتى اعتاض فرعون ما أنفقه (٢).

ولما فتحها عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب سنة عشرين جباها عشرة آلاف ألف دينار، فكتب إليه عمر بن الخطاب يستعجزه ويقول له: جباها الروم عشرين ألف ألف دينار، فلما كان العام المقبل جباها عمرو أثنى عشر ألف ألف دينار (٣).

وقال ابن لهيعة: جبى عمرو بن العاص [جزية] الإسكندرية ستمائة ألف دينار لأنه وجد ثلاثمائة ألف من أهل الذمة، فضرب عليهم دينارين دينارين (٤).

وفرض على قبط مصر البالغين سوى الشيخ الفاني دينارين دينارين فبلغت عدتهم ثمانية آلاف ألف رجل (٥).

وقال بعض علماء مصر: فتحت مصر صلحا على دينارين دينارين إلا الإسكندرية فإنهم كانوا يؤدون الجزية والخراج.

فلما توفى عمر وولي عثمان عزل عمرو عن مصر وولى بعده عبد الله بن سعد ابن أبي سرح أخا عثمان من الرضاعة فجباها أربعة عشر ألف ألف لأنه زاد في الخراج ونقص في المؤن، فقال عثمان لعمرو بن العاص وكان عنده بالمدينة: درت بعدك اللقحة يا أبا عبد الله! فقال: أضررتم بالفصيل فأضرت تلك السنة بما بعدها، فلم يجبها بنو أمية وبنو العباس إلا دون الثلاثة آلاف ألف [دينار] (٦) إلا في أيام هشام بن عبد الملك فإنه أوصى عبيد الله بن الحبحاب عامل خراجه في


(١) أضعف الخراج: جعله ضعفين
(٢) ابن ظهيرة ص ١٢٢
(٣) ابن ظهيرة ص ١٢٣
(٤) المقريزى: الخطط ج ١ ص ١٦٦ وما بين حاصرتين منه.
(٥) ابن ظهيرة ص ١٢٥
(٦) من الفضائل الباهرة ص ١٢٨