للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن ذلك طراز الصعيد في عمل الستور، والمقاطع، والخيم، وفرش الطنافس (١)، والمياتر، والأجلة (٢)، والبراقع.

ومن ذلك اختصاصها بالقراطيس، وقد شرحنا في أول هذا الكتاب أنواعاً كرهنا إعادتها.

وبمصر نتاج الخيل (٣) والبغال والحمير، يفوق نتاج سائر الدنيا، وليس في الدنيا فرس يشبه العتيق إلا فرس مصر.

ولا يعرف في الدنيا فرس يُردف (٤) إلاّ فرس مصر، بسبب ارتفاع صدره.

وكانت الخلفاء، ومن تقدمهم، يؤثرون ركوب خيل مصر فإنها تجمع فراهة العتيق مع اللحم والشحم.

وذكر جعفر بن جَدار أن الوليد بن عبد الملك بن مروان أراد أن يجري الخيل، فكتب إلى كل بلد أن يتخير له خيار الخيل بها، فلما اجتمعت عنده عرضت عليه، فمرت به المصرية فرآها رقيقة العصب، ثم تأملها فوجدها لينة المفاصل والأعطاف، فقال: إن هذه الخيل ما عندها طائل (٥)، فقال له عمر بن عبد العزيز وكان حاضراً؛ وأين الخير كله إلا لهذه وعندها! فقال له: يا أبا حفص، ما تترك تعصبك لمصر على حال. فلما أجريت الخيل جاءت خيل مصر كلها سابقة، ما خالطها غيرها.

وبمصر، أشقر مروان (٦)، ومنها الزعفراني، فرس مبارك، ومنها الجناح، فرس يحصب، وله قصة يوم الرهان، قد شرحتها في غير هذا الكتاب.


(١) الطنافس: جمع طنفسة، وهى البساط، والنمرقة فوق الرّحل.
(٢) البسط والأكسية ونحوها.
(٣) فى الأصلين «الحيوان» وقد اتبعت ما ورد بفضائل مصر لابن الكندى والفضائل الباهرة لابن ظهيرة.
(٤) يردف: يقبل الرديف، وهو الراكب خلف الراكب.
(٥) القدرة والفائدة والنفع.
(٦) فى الأصلين: أشقر مروان ديباجة. وقد اتبعت ما ورد بأنساب الخيل لابن الكلبى ص ١٣٢