للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت بمصر دور الخيل، عليها ضياع موقوفة، يبلغ مالها في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، سوى خيل أهل الجهاد والرباط.

و [لما] (١) أراد أحمد بن محمد بن المدبر-عامل خراج مصر-أن يعرف الخيل المعروفة بحسن المنظر، عرض خيل الشام من أرباب الضياع وأهل التجارة والصنائع، فكانت اثني عشر ألفا. فقال: خرب البلد، يريد أنها كانت أكثر من هذا.

وكانت لهم مطارد يختصونها لرياضة الخيل عند مقابر الأندلس حيال القرافة وكان غايتهم الموتى (٢).

ومن خصائص مصر القمح اليوسفي، وزيت الفجل الحلو والحار، يدخل في الإدام والعلاجات.

وبها الأبنوس الأبلق، وبمصر دهن البلسان (٣) هو لا ينبت إلا بمصر، والخوخ الزهري الأحمر، وليس هو في الدنيا.

وبمصر الأفيون (٤) يحمل إلى الآفاق، وبمصر شراب العسل لا يعمل إلا بها، ويشترطه الخلفاء والوزراء على عمال مصر فيما يشترطونه، ورأيته في شرط يحيى بن خالد أيام الرشيد.

وبمصر السمك الأبرميس (٥)، يحمل إلى الآفاق مملوحا، ويشترط على العمال.

وبمصر البُسر البرني الأحمر وليس هو فى الدنيا.


(١) من الفضائل الباهرة.
(٢) كذا فى الأصلين.
(٣) البلسان: شجر له زهر أبيض كهيئة العناقيد، وهو من الفصيلة البخورية، ويستخرج من بعض أنواعه دهن عطر ينبت بعين شمس بظاهر القاهرة.
(٤) الأفيون: عصارة ثمرة الخشخاش، ويستعمل للتخدير وتسكين الآلام.
(٥) نوع من السمك كان يعيش فى بحيرة تنيس.