للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والشعير ويسمونه البدري، وفيه يحصد الأرز، ويكثر صغار السمك، ويقل كباره، ويسمن فيه البني (١) والأبرميس، وتشتد حلاوة الرمان، ويبتدئ فيه طلوع الورد، ويضع الضأن والمعز والبقر الخيسية، وفيه يملح السمك البوري، وفيه يستخرج دهن الآس والنيلوفر، وفيه تدرك الأقراط (٢) ويبتدئ الربيع ويهزل الضأن والبقر ولا تطيب لحومهما.

هتور: فيه كانت الحكماء تنصب أساسات البناء، وفيه يعقدون الرايات (٣)، وفيه يبنون المودات وذلك في ثلثيه الأولين، ويكرهون ذلك في الثلث الأخير، وكانوا فيه يعالجون من الأرواح والبواسير والسوداء والوسواس وذلك في الثلث الأخير منه، ويكرهون فيه دخول الحمام، ويكرهون تسليم الأحداث فيه إلى صناعة الكتاب، أو إلى الأشياء الرفيعة، وكانوا يزرعون القمح في نصفه الأخير، وفيه يكثر الورد الأحمر والأبيض المصفف، وفي النصف منه يبذر الأرز وفيه يقع حصاد الشعير وفي آخره يكثر التفاح الشوهة ومنه يعمل شراب التفاح.

كيهك: كانوا يستعملون فيه الحيل، وحفظ الأسرار، والأعمال الغامضة، ويكرهون فيه دخول الحمام، ويكرهون فيه التزويج، وسوء طاعة العبيد ومن يستخدم، ومطالبة الإنسان لمن فوقه، وفيه تدرك الباقلاء، وتزرع الحلبة وأكثر حبوب الحرث ويدرك النرجس والبنفسج، وتتلاشى المحمضات.

طوبة: كانت الحكماء بمصر لا يسافرون فيه، ويرون أنه غير محمود، وأن الأرواح فيه يبس، وأن عيش الناس فيه يقل، وفيه يزرع القمح والشعير، وفيه تشق الأرض للقصب والقلقاس ويصفو الماء ويطيب ويروق ويحلو ولا يتغير، وفيه ينتفع بالربيع، لأنه يغسل أجواف [الخيل] (٤) والدواب كالدواء لها.


(١) البنّىّ: نوع من السمك العظمى، ينتمى إلى فصيلة الشبوطية. ويكثر فى النيل. وينطقه العامة بكسر الباء.
(٢) القرط: نبات عشبى حولى كلثى مشهور، من الفصيلة القرنية، وهو يماثل البرسيم، وجمعه أقراط.
(٣) أى يعينون كتائب الجيش، ويبينون مقارها بتوزيع الرايات عليها.
(٤) عن ابن ظهيرة ص ١٤٠