للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها: أنصنا وما بها من العجائب والأبنية والآثار، وكان بها اثنا عشر ألف عريف (١) على السحرة، وبها شجر اللبخ الذي ليس هو في بلد من البلدان.

ومنها: طرفا، وبها طراز الصوف من الشفاف والمطارف (٢) المطرز والمعلم والأبيض والملون، يحمل إلى سائر الآفاق، وأقاصي البلدان، يبلغ الثوب منه خمسين ديناراً، ويبلغ المطرف منها مثل ذلك، يحمل إلى بلدان العرب والعجم.

ومنها: البلينا وأدفو، وما يختص به من الخل الذي يحمل إلى الآفاق، لا يقارنه خل بها وجد ولا الري.

ومنها: قوص وما فيها من التمر والخل والحطب الذي لا رماد له، والفحم الجافي، وسائر أنواع التمور والكروم، ومعادن الذهب والزمرد.

ومنها: أسوان وما فيها من التمور المختلفة وأنواع الأرطاب.

وذكر بعض العلماء أنه كشف أرطاب أسوان، فما وجد بالعراق شيئاً إلا وهو فيه، وفيه ما ليس بالعراق (٣).

وأخبرني أبو رجاء الأسواني محمد بن أحمد الفقيه، صاحب القصيدة الكبيرة (٤)، أنه يعرف بأسوان رطبا في أشد ما يكون من خضرة السلق (٥).

وأمر الرشيد أن يجمع له أنواع التمور بأسوان، من كل صنف تمرة واحدة، فجمعت، فكانت ويبة، وليس هذا بالعراق ولا بالحجاز، ولا يعرف في الدنيا بسر يتتمر قبل أن يصير رطباً إلا بأسوان، ولا يتتمر بلحا قبل أن يصير بُسراً إلا بأسوان (٦).


(١) العريف: القيم بأمر القوم وسيدهم.
(٢) المطارف: جمع مطرف، وهو رداء أو ثوب من خز مربع ذو أعلام.
(٣) أورده ياقوت بنصه ج ١ ص ١٩٢ نقلا عن ابن زولاق.
(٤) كذا فى الأصلين، ولدى الأدفوى فى ترجمة أبى رجاء ص ٤٨٥ «بلغنى أنه سئل قبل موته: كم بلغت قصيدتك؟ قال: ثلاثين ومائة ألف بيت»، وقد بقى علىّ فيها أشياء تحتاج إلى زيادة. . .، ونظم فيها كتاب المزنى، وكتب الطب والفلسفة».
ولدى ياقوت ج ١ ص ١٩٢ وهو ينقل عن ابن زولاق «صاحب قصيدة البكرة» ولدى ابن ظهيرة ص ٦٦ وهو ينقل عن ابن زولاق «صاحب القصيدة البكرية».
(٥) أورده ياقوت ج ١ ص ١٩٢، وابن ظهيرة ص ٦٦ كلاهما نقلا عن ابن زولاق.
(٦) المصدران السابقان.