للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسألت عن ذلك بعض أهل أسوان، فقال: كل ما تراه من تمر أسوان ليِّناً فهو مما يتتمر بعد أن صار رطباً، وما رأيته أحمر ومغير اللون فهو ما يتتمر بعد أن صار بُسراً، وما وجدته أبيض فهو ما يتتمر بلحاً (١).

وبأدفو، تمر يكون ثلاث تمرات ذراع تعرف بالهلالية، وفيها تمر يعرف بقرن الغزال ملوى مثله. . . (٢) تمر يؤكل نواه ويرمي قشره لأنه حشف.

وبأدفو تمر لا يقدر على أكله حتى يدق في الهاون، مثل السكر، فيكون عوضاً عن السكر (٣).

ومنها: الجانب الغربي، وهو الجيزة، وفي إقليمها من النخيل والكروم وأنواع الفواكه والأبنية، لا تزيد البصرة على نخيلها ومراعيها، وعذوبة مائها.

وفي جانبها الأهرام، [وبها الأترج المكعب، والزهر في غير وقته، والورد والبنفسج في تشرين الأول]. ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، وفضل سكنها، وبارك في غرسها (٤).

ومنها: منف، وأبنيتها وعجائبها وأصنامها ودفائنها وكنوزها التي لا تحصى.

ذكر علماء مصر أن منف كانت ثلاثين ميلا في عشرين ميلا بيوتا متصلة، وفيها بيت فرعون، قطعة واحدة سقفه وفرشه وحيطانه حجر أخضر (٥).

وذكر بعض علماء مصر قال: دخلت منف، فرأيت عثمان بن صالح-عالم مصر-جالسا على باب الكنيسة بمنف، فقال: تدري ما على باب هذه الكنيسة مكتوب؟ قلت: لا. قال: عليها مكتوب لا تلوموني على صغرها، فإني اشتريت


(١) نفس المصدرين.
(٢) مكانها فى الأصلين ثلاث كلمات لا تفهم.
(٣) ابن ظهيرة ص ٦٦
(٤) ابن ظهيرة ص ٦٩ وما بين حاصرتين منه، وقد ذكر عقب إيراده لهذا الخبر «كذا قال ابن زولاق. قلت: ولعلها كانت قديما بما وصف، وأما الآن فليست كذلك».
(٥) أورده ياقوت ج ٥ ص ٢١٤ نقلا عن ابن زولاق، كما أورده ابن ظهيرة أيضا ص ٦٩ نقلا عن ابن زولاق.