للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل ذراع بمائتي دينار لشدة العمارة، قال عثمان بن صالح: وعلى باب هذه الكنيسة وكز موسى عليه السلام الرجل فقتله (١).

وبها كنيسة الأسقف، لا يعرف طولها من عرضها، مسقفة بحجر واحد، حتى لو أن ملوك الدنيا قبل الإسلام جعلوا همتهم [على أن يعملوا] مثلها، ما أمكنهم ذلك (٢).

وبها آثار الأنبياء والحكماء. وهي منزل يوسف عليه السلام، ومن كان قبله.

ومنزل فرعون موسى، وكانت له عين شمس، وإنما بني المرقب على قرنة الجبل موضع مسجد أحمد بن طولون اليوم، لأنه كان إذا أراد فرعون الركوب من منف إلى عين شمس، أوقد صاحب المرقب بمنف، فأوقد صاحب المرقب على الجبل، فإذا رأى صاحب عين شمس الوقود تأهب لمجيئه، وكذلك كان يصنع إذا أراد الركوب من عين شمس إلى منف ولذلك سمى الموضع تنور فرعون (٣).

وكان بمنف (٤) قبة فيها صور ملوك الأرض، متى تحرك منهم ملك يريد مصر بعج الموكل بالقبة بطنه بحربة فيتلف ذلك الملك في موضعه. فلما أراد بخت نصر مصر، أرسل رجلا يثق به، وأعطاه مائة ألف درهم صلة. فاحتال حتى صاهر امرأة من الموكلات بحفظ القبة، ودخل القبة وسأل عن الصور، ورأى صورة بخت نصر فقال للمرأة التي تزوجها: ما هذه الصورة؟ فعرّفته، فقال لها في خلوة: فمتى ينجو صاحب هذه الصورة؟ قالت يدهن صدره بدم خنزير، فأخذ دم خنزير وطلا صورة بخت نصر وهرب وعاد إلى بخت نصر، فأخبره فسار إلى مصر، وكان من أمره ما كان *.

***


(١) المصدران السابقان نقلا عن ابن زولاق.
(٢) ياقوت ج ٥ ص ٢١٤ وما بين حاصرتين منه وهو ينقل عن ابن زولاق.
(٣) نفس المصدر نقلا عن ابن زولاق.
(٤) ابن ظهيرة ص ٧٠