للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن عجائب عين شمس أن يحمل منذ أول الإسلام حجارتها إلى غيرها من البلاد وما تفنى (١)

ومن عجائب مصر: لوبية مولد ذي القرنين، وبهما مقطع الرخام الأبيض. والأبلق، وغلب عليه البحر.

ومن عجائب مصر: البرابي بإخميم، وأنصنا وقوص وأعمالها، وبوصير، وسمنود، وفيها الصور أمثال الفرسان والرجالة ومعهم السلاح، وفيها صور السفن الصغار والكبار، ولا يتحرك أحد يريد مصر إلا ظهر ذلك في البربا.

ومنها ما عملته دلوكة ملكة مصر حين حصنت مصر من الأعداء وعملت البرابي والحائط المحيط بمصر وأعمالها المعروف بحائط العجوز، من حد رفح إلى حد إفريقية إلى الواحات إلى بلد النوبة، على كل ميل حرس معه جرس ليلاً ونهاراً، ويوقد [فيه] وقود لا تخبو [ناره] (٢).

وحدثني بعض أهل البدو، وقال: حدثني أبو القاسم مأمون العدل-وقد كتبت أنا عن مأمون ولم أسمع هذا منه-قال: رأيت ببربا سمنود صورة عليها، درقة فيها كتاب لا أعرفه فنسخته في قرطاس فلما صرت إلى مصر صورته على درقة فما كنت أستقبل بها أحداً إلا ولى هارباً (٣).

وقد ذكرنا قبل هذا الفصل القبة التي كانت بمنف وقصة بخت نصر فيها.

ومن عجائب مصر: أمر الهرمين الكبيرين في جانبها الغربي، ولا يعلم في الدنيا حجر على حجر في هذا الوسع. سعة أربعمائة ذراع في أربعمائة ذراع، في ارتفاع أربعمائة ذراع.

في أحدهما قبر هرمس، وهو إدريس عليه السلام، وفي الآخر قبر تلميذه أغاثيمون، وإليهما تحج الصابئة، وكانا في سالف الدهر مستورين بالديباج، وكان مكتوبا عليهما: قد كسوناهما بالديباج فمن شاء بعدنا فليكسهما حصيراً (٤).


(١) اتبعت هنا ما ورد بالمصدر السابق وهو ينقل عن ابن زولاق.
(٢) ابن ظهيرة ص ١٥١ وما بين حاصرتين منه.
(٣) أورده المقريزى ج ١ ص ١٨٣ نقلا عن ابن زولاق.
(٤) أورده ياقوت ج ٥ ص ٤٠٠ نقلا عن ابن زولاق.