للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن دعاء المسألة يعتبر دعاء؛ كقوله تعالى في الحديث القدسي: ((من يدعوني فأستجيب له)) .

وقال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: ٦٠] .

ودعاء عبادة، وهو أن يتعبد الإنسان لربه بما شرعه؛ لأن العابد يدعو بلسان الحال، ولسان المقال.

فالصلاة مثلاً عبادة تشتمل على قراءة القرآن، وذكر الله، وتسبيحه، ودعائه أيضاً، والصوم عبادة وإن كان في جوهره ليس فيه دعاء، لكن الإنسان لم يصم إلا رجاء ثواب الله، وخوف عقاب الله، فهو دعاء بلسان الحال.

وقد تكون العبادة دعاءً محضاً يدعو الإنسان ربه بدعاء فيكون عابداً له، وإن كان مجرد دعاء؛ لأن الدعاء يعني افتقار الإنسان إلى الله، وإحسان ظنه به، ورجاءه، والخوف من عقابه.

فقوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) ، يدعون ربهم: أي يسألونه حاجاتهم، ويعبدونه؛ لأن العابد داعٍ بلسان الحال، بالغداة: أول النهار، والعشي: آخر النهار، ولعل المراد بذلك: يدعون ربهم دائماً، لكنهم يخصون الغداة والعشي بدعائه الخاص، (يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) يعني لا يريدون عرضاً من الدنيا، إنما يريدون وجه الله عز وجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>