فيلهو عن طاعة الله، فينبغي أن يذكر نعيم الآخرة عند ذلك، ويقارن بينه وبين هذا النعيم الدنيوي الزائل، ثم يوطن نفسه ويرغبها في هذا النعيم الأخروي الذي لا ينقطع، ويقول:((اللهم إن العيش عيش الآخرة)) .
وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فعيش الدنيا مهما كان زائل، ومهما كان فمحفوف بالحزن، ومحفوف بالآفات، ومحفوف بالنقص، وكما يقول الشاعر في شعره الحكيم:
لا طيب للعيش ما دامت منغصةً لذاته بادكارِ الموت والهم
والعيش مآله أحد أمرين:
إما الهرم حتى يعود الإنسان إلى سن الطفولة، والضعف البدني مع الضعف العقلي، ويكون عالة حتى على أهله.
وإما الموت، فكيف يطيب العيش للإنسان العاقل؟ ولولا أنه يؤمل ما في الآخرة؛ وما يرجوه من ثواب الآخرة، لكانت حياته عبثاً.
ومهما يكن من أمر فقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصبر نفسه مع هؤلاء الذين يدعون الله بالغداة والعشي يريدون وجهه، والآية ليس فيها أمر بالضعفاء خاصة، وإن كان سبب النزول هكذا، لكن العبرة بالعموم. الذين يدعون الله ويعبدونه سواء أكانوا ضعفاء أم أقوياء، فقراء أم أغنياء كن معهم دائماً.
لكن الغالب أن الملأ والأشراف يكونون أبعد عن الدين من الضعفاء