ففي هذا دليل على أن الفقراء والضعفاء هم أهل الجنة؛ لأنهم في الغالب هم الذين ينقادون للحق، وأن الجبارين المتكبرين هم أهل النار والعياذ بالله؛ لأنهم مستكبرون على الحق وجبارون. لا تلين قلوبهم لذكر الله، ولا لعباد الله. نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية.
* * *
٤/٢٥٥ ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((إنه ليأتي الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة)) متفق عليه.
[الشَّرْحُ]
ذكر المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((إنه ليأتي الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة)) ذكر المؤلف هذا الحديث في باب المستضعفين والفقراء من المسلمين، وذلك لأن الغالب أن السمنة إنما تأتي من البطنة أي: من كثرة الأكل، وكثرة الأكل تدل على كثرة المال والغنى، والغالب على الأغنياء البطر والأشر وكفر النعمة، حتى إنهم يوم القيامة يكونون بهذه المثابة، يؤتى بالرجل العظيم السمين يعني كثير اللحم والشحم.
عظيم كبير الجسم لا يزن عند الله يوم القيامة جناح بعوضة، والبعوضة معروفة من أشد الحيوانات امتهاناً وأهونها وأضعفها، وجناحها كذلك.