الحجام خبيث)) الحجام الذي يخرج الدم يخرج بالحجامة، هذا كسبه خبيث، يعني رديء وليس المراد أنه حرام، قال ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه: لو كان كسب الحجام حراماً ما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم أجرته، فقد احتجم النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطى الحجام أجره، ولو كانت حراماً ما أعطاه؛ لأن الرسول لا يقر على الحرام ولا يعين على الحرام، لكن هذا من باب أنه كسب رديء دنيء ينبغي للإنسان أن يتنزه عنه، وأن يحجم الناس إذا احتاجوا إلى حجامته تبرعاً وتطوعاً.
ومن إطلاق الخبيث على المحرم قوله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم:(وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)[الأعراف: ١٥٧] ، يعني يحرم عليهم الخبائث وهي ضد الطيبات، مثل الميتة، لحم الخنزير، المنخنقة، الخمر، وما أشبه ذلك.
ومعنى الآية أنه لا يحرم إلا الخبائث، وليس معناها أن كل خبيث يحرمه؛ لأن المعروف أن الخبيث يطلق على أوصاف متعددة، لكن المعنى أنه صلى الله عليه وسلم لا يحرم إلا الخبائث.
فالحاصل أن الله عز وجل نهى أن يقصد الإنسان الرديء من ماله فيتصدق به، وحث على أن ينفق مما يجب ومما هو خير.
ثم ذكر المؤلف حديث أبي طلحة زوج أم أنس رضي الله عنه، وأبو طلحة