فأخبرته، فطلب منها أن تتصدق عليه، وعلى أيتام كانوا في حاجتها، ولكنه أشكل عليها الأمر فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستفتيه، فلما وصلت إلى بيته وجدت عنده امرأة من الأنصار، حاجتها كحاجة زينب، تريد أن تسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن تتصدق على زوجها ومن في بيتها.
فخرج بلال وكان النبي صلى الله قد أعطاه الله المهابة العظيمة، وكل من رآه هابه، لكنه من خالطه معاشرةً أحبه وزالت عنه الهيبة، لكن أول ما يراه الإنسان يهابه هيبة عظيمة، فإذا خالطه وعاشره أحبه وألفه صلى الله عليه وسلم، فخرج بلال فسألهما عن حاجتهما فأخبرتاه أنهما يسألان النبي صلى الله عليه وسلم: هل تجوز الصدقة على أزواجهما ومن في بيتهما؟ ولكنهما قالتا له: لا تخبر الرسول صلى الله عليه وسلم من هما؛ أحبتا أن تختفيا.
فدخل بلال على النبي صلى الله وأخبره وقال: إن بالباب امرأتين حاجتهما كذا وكذا، فقال: من هما؟ وحينئذٍ وقع بلال بين أمرين بين أمانة ائتمنتاه عليها المرأتان؛ حيث قالتا: لا تخبره من نحن، ولكن الرسول قال من هما؟ قال: امرأة من الأنصار، وزينب.
فقال: أي الزيانب؟ حيث اسم زينب كثير، فقال: امرأة عبد الله، وكان عبد الله بن مسعود خادماً للرسول صلى الله عليه وسلم يدخل بيته حتى بلا استئذان، وقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم أهله وعرف حاله.
وهو إنما أخبره مع قولهما له لا تخبره؛ لأن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة مقدمة على طاعة كل أحد.
فقال: إن صدقتهما على هؤلاء صدقة وصلة، يعني فيها أجران: أجر