للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالإنسان يحب الرسول بقدر ما يحب الله، كلما كان لله أحب؛ كان للرسول صلى الله عليه وسلم أحب.

لكن مع الأسف أن بعض الناس يحب الرسول مع الله ولا يحب الرسول لله.

انتبهوا لهذا الفرق. يحب الرسول مع الله ولا يحب الرسول لله. كيف؟ تجده يحب الرسول أكثر من محبته لله، وهذا نوع من الشرك. أنت تحب الرسول لله؛ لأنه رسول الله، والمحبة في الأصل والأم محبة الله عز وجل، لكن هؤلاء الذين غلوا في الرسول صلى الله عليه وسلم، يحبون الرسول مع الله لا يحبونه لله، أي يجعلونه شريكاً لله في المحبة؛ بل أعظم من محبة الله. تجده إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم اقشعر جلده من المحبة والتعظيم، لكن إذا ذكر الله فإذا هو بارد لا يتأثر.

هل هذه محبة نافعة للإنسان؟ لا تنفعه، هذه محبة شركية، عليك أن تحب الله ورسوله، وأن تكون محبتك للرسول صلى الله عليه وسلم نابعة من محبة الله وتابعة لمحبة الله، ((أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله)) هذا الشاهد. تحب المرء لا تحبه إلا لله. لا تحبه لقرابة، ولا لمال، ولا لجاه، ولا لشيء من الدنيا، إنما تحبه لله.

أما محبة القرابة فهي محبة طبيعية. كل يحب قريبه محبة طبيعية، حتى البهائم تحب أولادها، تجد الأم من البهائم والحشرات تحب أولادها حتى يكبروا ويستقلوا بأنفسهم، ثم تبدأ بطردهم.

وإذا كان عندك هرة انظر إليها كيف تحنو على أولادها وتحملهم في

<<  <  ج: ص:  >  >>