المعني الأول: أن تتواضع لدين الله، فلا تترفع عن الدين ولا تستكبر عنه وعن أداء أحكامه.
والثاني: أن تتواضع لعباد الله من أجل الله، لا خوفاً منهم، ولا رجاء لما عندهم، ولكن لله عزَّ وجلَّ.
والمعنيان صحيحان، فمن تواضع لله؛ رفعه الله عزّ وجلّ في الدنيا وفي الآخرة، وهذا أمر مشاهد، أن الإنسان المتواضع يكون محل رفعة عند الناس وذكر حسن، ويحبه الناس، وانظر إلى تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أشرف الخلق، حيث كانت الأمة من إماء المدينة تأتي إليه، وتأخذ بيده، وتذهب به إلى حيث شاءت ليعينها في حاجتها، وهذا هو أشرف الخلق، أمة من الإماء تأتي وتأخذ بيده تذهب به إلى حيث شاءت ليقضى حاجتها، ولا يقول أين تذهبين بي، أو يقول: اذهبي إلى غيري، بل كان يذهب معها ويقضي حاجتها، لكن مع هذا ما زاده الله عز وجلّ بذلك إلا عزّاً ورفعة صلوات الله وسلامه عليه.
* * *
٣/٦٠٥- وعن أنس رضي الله عنه ُأنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلهُ. متفق عليه.
٥/٦٠٦- وعن الأسود بن يزيد رضي الله عنه قال: سئلت عائشة رضي الله