للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإيمان والكفر، لابد أن يميز أحدهما من الآخر، وإلا لما صلح أن يكون فاصلا، كالحدود التي بين أرضين إحداهما لزيد والأخرى لعمرو، فإن هذه الحدود فاصلة لا تدخل أرض زيد في أرض عمرو ولا أرض عمرو في أرض زيد. وكذلك الصلاة حد فاصل، من كان خارجا منها فليس دخلا فيما وراءها.

إذا الصلاة من بين سائر الأعمال إذا تركها الإنسان فهو كافر، لو ترك الإنسان صيام رمضان وصار يأكل ويشرب بالنهار ولا يبالي لم نقل إنه كافر. لكن لو ترك الصلاة قلنا إنه كافر، ولو ترك الزكاة وصار لا يزكي، يجمع الأموال ولا يزكي، لم نقل إنه كافر، لكن لو ترك الصلاة قلنا إنه كافر. ولو لم يحج مع قدرته على الحج لم نقل إنه كافر، لكن لو ترك الصلاة قلنا إنه كافر.

قال عبد الله بن شقيق رحمه الله، وهو من التابعين، وهو مشهور: ((كان أصحاب محمد صلى الله عليه الصلاة والسلام لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة)) .

إذا الصلاة التي كان الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ت يأمر بها، إذا تركها الإنسان فهو كما لو ترك التوحيد، أي: يكون كافر مشركا والعياذ بالله. وإلى هذا يشير حديث جابر الذي رواه مسلم عن جابر عن النبي صلي الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>