للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليقل خيراً أو ليصمت)) .

الثالث: أن تراقب الله في سرك وفي قلبك، انظر ماذا في قلبك من الشرك بالله والرياء، والانحرافات، والحقد على المؤمنين، وبغضاء، وكراهية، ومحبة للكافرين، وما اشبه ذلك من الأشياء التي لا يرضاها الله عز وجل؟

راقب قلبك، تفقده دائماً؛ فإن الله يقول:) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُه) (قّ: من الآية١٦) ، قبل أن ينطق به.

فراقب الله في هذه المواضع الثلاثة، في فعلك، وفي قولك، وفي سريرتك، وفي قلبك، حتى تتم لك المراقبة، ولهذا لما سئل النبي صلي الله عليه وسلم عن الإحسان قال: ((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) .

اعبد الله كانك تراه، كأنك تشاهده رأي عين، فإن لم تكن تراه فانزل إلي المرتبة الثانية: ((فإنه يراك)) .

فالأول: عبادة رغبة وطمع، أن تعبد الله كأنك تراه، والثاني: عبادة رهبة وخوف، ولهذا قال: ((فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) .

فلابد أن تراقب ربك، وأن تعلم أن الله رقيب عليك، أي شيء تقوله، أو تفعله، أو تضمره في سرك فالله تعالي عليم به، وقد ذكر المؤلف- رحمه الله- من الآيات ما يدل علي هذا، فبدأ بالآية التي ذكرناها؛ وهي قوله- تعالي- لنبيه محمد النبي صلي الله عليه وعلي آله وسلم:) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>