للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَقُومُ) (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الشعراء: ٢١٧-٢٢٠) .

الآية الثانية التي ساقها المؤلف- رحمه الله تعالي- في باب المراقبة: قوله تعالي: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) (الحديد: من الآية٤) الضمير (هو) يعود على الله، أي: الله سبحانه وتعالي مع عباده أينما كانوا: في بر أو بحر، أو جو، أو في ظلمة، أوفي ضياء. وفي أي حال هو معكم أينما كنتم. وهذا يدل على كمال إحاطته عز وجل بنا علما وقدرة وسلطانا وتدبيرا وغير ذلك. ولا نعني أنه سبحانه وتعالي معنا في نفس المكان الذي نحن فيه؛ لأن الله فوق كل سيء، كما قال الله تعالي: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (الطالب: ـه: ٥) ، وقال (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) (الأنعام: من الآية١٨) وقال تعالي: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) (الملك: من الآية١٦) وقال: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة: من الآية٢٥٥) وقال (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (الأعلى: ١) ، إلي غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على أنه فوق كل شيء، لكنه عز وجل ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته، وهو على دنوه، قريب في علوه جل وعلا، كما قال الله تعالي:) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ

إِذَا دَعَانِ) (البقرة: من الآية١٨٦) ، ولكن يجب أن نعلم أنه ليس في الأرض، لأننا لو توهمنا هذا، لكان فيه إبطال لعلو الله سبحانه وتعالي. وأيضاً فإن الله سبحانه لا يسعه شيء من مخلوقاته:) وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) (البقرة: من الآية٢٥٥) .

الكرسي محيط بالسماوات والأرض كلها، والكرسي هو موضع قدي الرحمن عز وجل، والعرش أعظم وأعظم وأعظم، كما جاء في الحديث: ((إن السموات السبع والأرضيين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في

<<  <  ج: ص:  >  >>