للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة والسلام: ((لا تحزن إن الله معنا، فما ظنك باثنين الله ثالثهما؟))

والله ظننا لا يغلبهما أحد، ولا يقدر عليهما أحد. وفعلا هذا الذي حصل؛ ما رأوهما عدم المانع، فلم هناك عش كما يقولون ولا حمامة وقعت على الغار، ولا شجرة نبتت على فم الغار، وما كان إلا عناية الله عز وجل؛ لأن الله معهما.

وكما في قوله ـ سبحانه ـ لموسى وهارون، لما أمر الله موسى وأرسله إلى فرعون هو وهارون: (قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى) (قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) (طه ٤٥، ٤٦) .

الله أكبر: (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) إذا كان الله معهما هل يمكن أن يضرهما فرعون وجنوده؟ لا يمكن، فهذه معية خاصة مقيدة بالعين: (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) .

المهم أنه يجب علينا أن نؤمن بأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ مع الخلق، لكنه فوق عرشه ولا يساميه أحد في صفاته، ولا يدانيه أحد في صفاته، ولا يمكن أن تورد على ذهنك أو على غيرك كيف يكون الله معنا وهو في السماء؟

نقول: الله ـ عز وجل ـ لا يقاس بخلقه، مع أن العلو والمعية لا منافاة بينهما حتى في المخلوق. فلو سألنا سائل: اين موضع القمر؟ لقلنا: في السماء، كما قال الله: (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً) (نوح: ١٦) ، وإذا قال: أين موضع النجوم؟ قلنا في السماء، واللغة العربية يقول المتكلمون فيها: ما زلنا نسير والقمر معنا، وما زلنا نسير القمر والنجم معنا! مع ان القمر في السماء

<<  <  ج: ص:  >  >>