للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنجم في السماء، لكن هو معنا، لأنه ما غاب عنا. فالله ـ تعالى ـ وهو على عرشه ـ سبحانه ـ فوق جميع الخلق.

وتقتضي هذه الآية بالنسبة للأمر المسلكي المنهجي بأنك إذا آمنت بأن الله معك، فإنك تتقيه وتراقبه؛ لأنه لا يخفى عليه ـ عز وجل ـ حالك مهما كنت، لو كنت في بيت مظلم ليس فيه أحد ولا حولك أحد فإن الله تعالى معك، لكن ليس في نفس المكان، وإنما محيط بك ـ عز وجل ـ لا يخفى عليه شيء من أمرك. فتراقب الله، وتخاف الله، وتقوم بطاعته، وتترك مناهيه. والله الموفق.) إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ ... )

الآية الثالثة التي ساقها المؤلف رحمه الله تعالى ـ في باب المراقبة قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) (آل عمران: ٥) ، (شَيْءٌ) نكرة في سياق النفي في قوله: (لا يَخْفَى) فتعم كل شيء، فكل شيء لا يخفي على الله في الأرض ولا في السماء، وقد فصل الله هذا في قوله تبارك وتعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (الأنعام: ٥٩) .

قال العلماء: إذا كانت الأوراق الساقطة يعلمها؛ فكيف بالأوراق النامية التي ينبتها ويخلقها؛ فهو بها أعلم عز وجل.

أما قوله: (وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ) . (حَبَّةٍ) : نكرة في سياق النفي المؤكد بمن. إذا يشمل كل ورقة صغيرة كانت أو كبيرة.

ولنفرض أن حبة صغيرة منغمسة في طين البحر، فهي في خمس

<<  <  ج: ص:  >  >>