للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً) يتفكرون في خلق السماوات والأرض لماذا خلقت؟ وكيف خلقت؟ وما أشبه ذلك، ثم يقولون بقلوبهم وألسنتهم (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً) أي: لا بد أن يكون لخلق السماوات والأرض غاية محمودة، يحمد الرب عليها عز وجل، ليس لخلق السماوات والأرض باطلا، خلقت ليوجد الناس يأكلون ويشربون ويتمتعون كما تتمتع الأنعام! لا، بل هي مخلوقة لغرض عظيم.

قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات: ٥٦) .

(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً) فالذين يظنون خلق السماوات والأرض باطلا، هم أصحاب النار، قال الله تبارك وتعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) (صّ: ٢٧) .

فكل من ظن أن الله_ سبحانه تعالى_ خلق هذه الخليقة لتوجد وتفنى فقط، بدون أن يكون هنالك غاية ومرجع، فانه من الذين كفروا (ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) .

فالناس لا بد أن يموتوا، ولا بد أن يحاسبوا، ولا بد أن يبعثوا، ولا بد أن يؤولوا إلى دارين لا ثالث لهما، أما الجنة وأما النار، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة وأن يعيذنا من النار.

وقوله: (سُبْحَانَكَ) أي: تنزيها لك أن تخلق هذه السماوات والأرض باطلا.

(فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) فيتوسلون إلى الله_ عز وجل_ بما يثنون عليه من صفات الكمال، أن يقيهم عذاب النار، والوقاية من عذاب النار تكون بأمرين:

<<  <  ج: ص:  >  >>