الأمر الأول: أن يعصمك الله من الذنوب، لان الذنوب هي سبب دخول النار.
الأمر الثاني: أن يمن الله عليك إذا عصيت بالتوبة والإقلاع، لان الإنسان بشر لا بد أن يعصي، ولكن باب التوبة مفتوح ولله الحمد، قال الله:(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً)(الزمر: من الآية٥٣)
مهما عملت من المعاصي، إذا رجعت إلى الله، وتبت، تاب الله عليك، ولكن إذا كانت المعصية تتعلق بآدمي، فلا بد من الاستبراء من حقه، إما بوفائه أو باستحلاله منه، لأنه حق ادمي لا يغفر، فحق الله يغفره مهما عظم، وحق الآدمي لا بد أن تستبراء منه أما بإبراء أو أداء، بخلاف حق الله.
ومع هذا، لو فرض انك لم تدرك صاحبك ولم تعرفه، أو لم تتمكن من وفائها، لأنها دراهم كثيرة، وليس عندك وفاء، وعلم الله أن نيتك انك صادق في توبتك، فان الله يتحمل عنك يوم القيامة ويرضي صاحبك.
(أَفَلا يَنْظُرُونَ) هذا من باب الحث على النظر في هذه الأمور الأربعة: الأول: (إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) فتتأمل كيف خلقها الله على هذا الجسم الكبير، المتحمل لحمل الأثقال، كما قال تعالى:(وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ)(النحل: من الآية٧) .