للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رفعت هذا الرفع العظيم، وفيما بينها وبين الأرض آيات عظيمة من الأفلاك، والنجوم، والشمس، والقمر، والرياح، والسحب، وغير ذلك من آيات الله.

الثالث: (وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) هذه الجبال الصم العظيمة الكبيرة، لو أن الخلق اجتمعوا كلهم بقواهم ما كونوا مثلها. الآن تجد المعدات الكبيرة إذا أرادوا أن يردموا شيئا لا يردمون إلا شيئا، يسيرا مع المشقة الشديدة، هذه الجبال الصم يجب أن نتفكر فيها، كيف نصبها الله عز وجل؟ نصبها الله عز وجل على حكمة عظيمة، لان الله سبحانه وتعالى_ يجعل في هذه الجبال التي نصبها مصالح عظيمة وكبيرة، منها إنها رواسي ترسي الأرض وتمسكها عن الاضطراب، كما قال الله تعالى: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) (النحل: من الآية١٥) ، أي: أن تضطرب، فلولا أن الله أرساها بهذه الجبال، لكانت مضطربة كالسفينة على ظهر الماء في شدة الأمواج، ولكن الله جعلها بهذه الجبال ساكنة قارة، لا تضطرب ولا تميد بأهلها. هذه الجبال أيضا تقي من رياح شديدة عاصفة في بعض الأماكن، وتقي أيضا من برودة عظيمة تأتى من ناحية القضب، وتقي أيضا من حرارة شديدة وكذلك من سفوحها آية من آيات الله_ عز وجل_ من النبات، والأودية، والمعادن شيء عظيم كثير، فلهذا قال: (وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) .

الرابع: (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) فجعلها الله سطحا، وسخرها للعباد، وجعلها ذلولا لا مذللة، بحيث لم تكن تربتها لينة جدا لا يستقرون

<<  <  ج: ص:  >  >>