عليها، ولا صلبة جدا لا ينتفعون منها، بل جعلها_ سبحانه وتعالى_ رخوة مسطحة مبسوطة، حتى ينتفع الناس على سطحها بما يسر الله_ سبحانه وتعالى_ لهم من الأسباب النافعة.
وهذه الأرض المسطحة هي أيضا كروية، أي إنها شبه الكرة، مستديرة من كل جانب، إلا إنها مفلطحة من الناحية الشمالية الجنوبية، من ناحية القضبين الشمالي والجنوبي.
ولذلك لو أن أحدا من الناس ركب طائرة متجهة إلى المغرب_ على خط مستقيم_ لكان يخرج إلى المكان الذي أقلعت منه الطائرة، وهذا يدل على إنها مستديرة، لان الإنسان يصل طرفها بطرفها.
ويدل على هذا قوله تعالى:(إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (: ١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (: ٢) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (: ٣) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) (الانشقاق: ٤) ، وهذا يكون يوم القيامة، فقوله:(وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) يدل على إنها الآن ليست ممدودة، لكنها مسطحة، يعني إنها كالسطح، لأنها لكبر حجمها لا يتبين فيها الانحناء الذي يكون في الكرة، فهذه الأشياء الأربعة:(أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نصبت وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)(الغاشية: ٢٠) يحثنا الله عز وجل بالنظر فيها بعين البصر، وعين البصيرة، بعين البصر الذي هو الإدراك الحسي ويمين البصيرة التي هي الإدراك العقلي، حتى نستدل بها على ما تدل عليه من آيات الله من قدرة وعلم ورحمة وحكمة وغير ذلك.
وقوله:(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا) ولم يكمل المؤلف الآية،