السبب، لأنكم عصيتم، كما قال الله تعالى:(حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ)(آل عمران: من الآية١٥٢) يعني حصل ما تكرهون.
فحصل ما حصل؛ لحكم عظيمة؛ ذكرها الله عز وجل في سورة آل عمران، وتكلم عليها الحافظ ابن القيم ـ رحمه الله ـ كلاماً جيداً لم أر مثله في كتاب (زاد المعاد) ؛ في بيان الحكم العظيمة من هذه العزوة.
المهم أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أخذ سيفاً، فقال لأصحابه:(من يأخذ مني هذا السيف؟) كلهم قال: نأخذه، رفعوا أيديهم وبسطوها، يقولون: أنا أنا، فقال:(فمن يأخذه بحقه؟) ، فأحجم القوم؛ لأنهم يعلمون ما حقه، يخشون أن حقه يكون كبيراً جداً لا يستطيعون القيام به، ويخشون أيضاً أن يعجزوا عن القيام به، فيكونون قد أخذوا هذا السيف على العهد من رسول الله ثم لا يوفون به، ولكن الله وفق أبا دجانة ـ رضي الله عنه ـ فقال: أنا آخذه بحقه، فأخذه بحقه؛ وهو أن يضرب به حتى ينكسر، أخذه بحقه ـ رضي الله عنه ـ وقاتل به؛ وفلق به هام المشركين رضي الله عنه.
في هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يبادر بالخير، وألا يتأخر، وأن يستعين بالله عز وجل، وهو إذا استعان بالله وأحسن به الظن؛ أعانه الله.
كثير من الناس ربما يستكثر العبادة، أو يرى أنها عظيمة، يستعظمها، فينكص على عقبيه، ولكن يقال للإنسان: استعن بالله، توكل على الله، وإذا استعنت بالله، وتوكلت عليه، ودخلت فيما يرضيه عز وجل؛ فأبشر